الثلاثاء، 31 أغسطس 2010

عام جديد يبحث عن تخطيط


هل جرب احدنا أن يرقب الشمس من لحظة ميلادها إلى لحظة تواريها خلف التلال البعيدة، أو جلس قبيل الغروب متكئا على الماضي ليحسب عدد أمواج البحر بهمة صادقة. ليس الأمر ضربا من الجنون على كل حال فالتأمل في الكون يزيد من عمق فهمه والتفكير في متغيراته اليومية بشكل قريب من ماهيته.

حاولت أن أتعقب أمواج البحر في لحظة غروب جميل من مغارب مسقط الحالمة ، وصلت إلى رقم كبير ثم تساءلت إلى متى سيتسمر هذا العد وإلى ماذا سيفضي في النهاية. حتما لم أصل إلى أي نتيجة تقنعني على كل حال.

فتحولت فجأة إلى تقصي العام الذي يوشك على الرحيل ماذا تحقق فيه وما الأهداف التي حققتها خلاله.

ربما نفتقدن في الكثير من الأحيان إلى آلية ناجعة للتخطيط لحياتنا وكيف نضع لها الأهداف التي يمكن أن نحققها لتساهم في بناء شخصياتنا وبنائنا الحياتي.

أعرف أن الكثيرين يتخذون من بداية العام منطلقا مهما لوضع أهداف يعملون جاهدين على تحقيقها خلال عام، يكتبون هذه الأهداف في مكان واضح أمامهم ، ينظرون إليه كل يوم بعمق يحفزهم على فعل الكثير في سبيل تحقيقه.

تحتاج حياتنا إلى مثل هذا الاشتغال على التخطيط وعلى مثل هذا الاشتغال في مراجعة كل ما تحقق وكل ما لم يتحقق ودراسة الأسباب التي حالت دون ذلك.

ويؤكد العلماء المشتغلون في علم التخطيط أو الناجحين الذين استطاعوا أن يحققوا طفرات كبيرة في فترات قياسية أن النجاح لا يحدث صدفة وأنه ليس وليد توليفة سديمية بل هو ناتج عن علم وتخطيط مدروس استطاع أصحابه أن يمسكوا بآليات النجاح والتي هي علم له أصوله وله مفرداته وآلياته.

إذن هل علينا أن نجعل حياتنا تمضي بسيرورة غير مدروسة أم أن علينا أن نتعلم كيف نخطط لحياتنا أو نبحث عمن يخطط لنا ذلك كما يحدث في الكثير من دول العالم حيث ظهرت مكاتب تجارية تتخصص في التخطيط المستقبلي للأفراد وفق معطياتها وإمكاناتهم المادية والمعنوية.

وفي ظل دخول البعض دائرة التدهور الحياتي بسبب عدم إدراكهم ماهية التخطيط وكيف يستفيدون من إمكاناتهم التي خلقهم الله عليها لا بأس أن تكون لدينا مكاتب تستطيع أن تخطط للراغبين في ذلك أو من يرون أنهم لا يملكون الحس التخطيطي.

وهذا الأمر ربما ينعكس إيجابا على الواقع الاجتماعي والاقتصادي وحتى السياسي في البلد لأن الأفراد هم من يشكلون كيان أي بلد وعندما يسير الجميع وفق خطط علمية يعرفونها من تلقاء أنفسهم أو أنهم يكتسبونها عن طريق متخصصين فإن ذلك يعد محورا مهما في الانعكاس إيجابا على البلد.

التخطيط مهم إذن في تسيير كافة تفاصيل حياتنا، وفي تسيير أي موقف نقدم عليه لذلك من المشرق أن نفكر من الآن كيف سنخطط للمرحلة القادمة من حياتنا خاصة ونحن على عتبة بداية عام جديد لنستطيع أن نقول بعد عام من اليوم أن العام الذي مر علينا كان حافلا بالانجازات وسار وفق ما خططنا له.
نشر في عمان: الاثنين, 21 ديسمبر 2009 

ليست هناك تعليقات: